الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا جواز عمل المرأة إذا كان منضبطا بالضوابط الشرعية المبينة في الفتوى رقم: 8360، وما أحيل إليه من فتاوى خلالها، وذكرنا كذلك أن الأولى والأسلم للمرأة أن تقر في بيتها ما لم تكن بها حاجة إلى العمل أو يكون تخصصها ومجال عملها مما يحتاج إليه المجتمع، وليس هنالك من يقوم مقامها ويسد مسدها فيه .
وهنا نقول إذا كان مكان العمل الذي تودين الانخراط فيه ينضبط بالضوابط الشرعية المبينة آنفا فلا حرج فيه، بل قد يكون من أحسن الأعمال إذا خلصت النية وحسنت في مصلحة الناس والإصلاح بينهم. قال تعالى: لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا {النساء:114} سيما بين الأزواج فلا ضير أن تأمري النساء بحسن التبعل لأزواجهن وتبيني لهن بعض العمال والسلوكيات المشروعة التي تحبب المرأة إلى زوجها، فتملك عواطفه وتستحوذ على مشاعره بها، وينبغي ان تتسلحي في ذلك بسيرة أمهات المؤمنين وما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك .
والخلاصة: أن الأمر بحسن التبعل وطاعة الزوج بالمعروف وكل ما من شأنه أن يساعد على استقرار الحياة الزوجية ليس هو من قبيل إفشاء السر، بل هو من الأمر بالمعروف والسعي في الإصلاح، وبالتالي فهو عمل خير يثاب فاعله إن أحسن النية.
والله أعلم.