تفسير قوله تعالى ( قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت.....)

1-7-2001 | إسلام ويب

السؤال:
وبخ الله سبحانه وتعالى إبليس عليه لعنة الله، وذلك بقوله: أستكبرت أم كنت من العالين. فمن هم العالون الذين قصدهم الله سبحانه بقوله، والذين استثناهم من السجود لآدم مع أن الملائكة جميعاً سجدوا؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد أعلم الله -سبحانه وتعالى- الملائكة قبل خلق آدم -عليه السلام- بأنه سيخلق بشراً من ‏صلصال من حمإ مسنون، وتقدم إليهم بالأمر متى فرغ من خلقه وتسويته فليسجدوا له ‏إكراماً وإعظاماً وامتثالاً لأمر الله -عزَّ وجلَّ-، فامتثل الملائكة كلهم ذلك، إلا إبليس أبى ‏واستكبر وكان من الكافرين، وقد وردت هذه القصة في سورة البقرة والأعراف ‏والحجر والإسراء والكهف وص.‏
ولم يخبرنا الله تعالى أن أحداً غير إبليس امتنع من السجود، وأكد الله الخبر بسجود جميع ‏الملائكة فقال: فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ {ص:73 - 74}.

وأما قوله: أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ {ص: 75}، فهو كقوله: وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ {ص: 74}، ولا يعني ‏هذا وجود قوم كافرين أو عالين في زمن إبليس أو قبله، فهذا لم يثبت في نص من كتاب ‏أو سنة صحيحة، والمراد أن امتناع إبليس وإباءه من جنس أفعال العالين المستكبرين، وبهذا ‏صار إبليس رأساً وإماماً لكل عال مستكبر، كفرعون وهامان وغيرهما.‏

والله أعلم.‏

www.islamweb.net