الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن عليك أولًا أن تتوب إلى الله تعالى توبة نصوحًا، وتكثر من الاستغفار والأعمال الصالحة لعل الله سبحانه وتعالى يتوب عليك ويعفو لك عما سلف منك، فإن ذلك الذي يجب أن يكون هاجسك وفي أولى أولوياتك، فإن الأمر ليس بالبسيط البساطة التي يتصورها الكثير من الناس، فيحسبها حقبة من عمره قد ولت ومضت وصارت من صفحات التاريخ. ألا يعلم أن الله تعالى أحصى ذلك وكتبه وأشهد عليه؛ وإن تناساه صاحبه أو نسيه. قال الله تعالى: يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [المجادلة:6] وقال تعالى: وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا [الكهف:49].
أما فيما يخص جواب سؤالك، فإنه يجوز لك أن تتزوج هذه البنت، وما كنت تمارسه مع أمها لا يؤثر على جواز زوجك منها. ولكننا لا ننصحك بالزواج منها، خاصة إذا لم تكن والدتها تابت وصلح حالها، واستقامت على شرع الله تعالى، وذلك لأمرين:
الأول: أنه يخشى أن يزين لكما الشيطان المعصية ويغريكما بما كنتما تقومان به من قبل.
والثاني: أن البنت لو اطلعت على ما كان بينك وبين أمها، فقد يجرها ذلك إلى الشعور بالإحباط وعدم الثقة بمن حولها، فهذه أمها وهذا زوجها، فيحملها ذلك على النشوز والترفع عن طاعتك وعلى عقوقها أمها؛ بل وربما دفعها ذلك إلى فعل الحرام.
والله أعلم.