الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أولا أن الخاطب أجنبي عن مخطوبته حتى يُعقد له عليها؛ ولذا فالواجب عليه أن يتعامل معها على هذا الأساس، فلا يخلو بها ولا يحادثها إلا فيما لا بد منه، ومع مراعاة الضوابط الشرعية في ذلك. وأما أن يجلس معها ويحادثها بغير ضابط شرعي بدعوى الحاجة إلى التعرف عليها فلا يجوز، وقد يتحقق به عكس المقصود بسبب ما قد يحصل من تكلف إظهار الوجه الحسن والخلق الطيب، والحقيقة أن الأمر على خلاف ذلك، وسؤال من هم أعلم بها من الثقات ثم استخارة الرب تعالى في أمر هذا الزواج هو السبيل الأنفع والأجدى إن شاء الله.
وعلى كل حال فإن كانت هذه المرأة على دين وخلق وأنت ترغب في الزواج منها فاستعن بالله أولا وأكثر من دعائه، ثم استعن بمن ترجو أن يكون قوله مقبولا عندها من أهلها أو غيرهم، فإن وافقت فالحمد لله، وإن أصرت على الرفض فابحث عن غيرها ولا تحزن، فقد لا يكون في زواجك منها خير لك، وقد يبدلك الله عز وجل من هي خير منها، وتسل بقول الله تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ {البقرة: من الآية216}.
وأما قولك: هل السكينة للزوجة تأتي قبل الزواج أو بعده؟ فجوابه أن المودة والمحبة بين الزوجين قد توجد بعد الزواج بعد أن لم تكن قبله، وقد تزداد بسبب حسن العشرة وطيب المعاملة بين الزوجين. وراجع لمزيد الفائدة الفتاوى:4220، 24587، 9360.
والله أعلم.