الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يزيدك إيمانا وتقى، وأن يزيدك حرصا على الخير والطاعة والاستقامة.
وبخصوص لبس النقاب الذي هو تغطية المرأة وجهها فهذه المسألة محل خلاف بين أهل العلم، وقد سبق أن ذكرنا هذا الخلاف بالفتوى رقم:4470، وذكرنا هنالك أن وجوب التغطية هو الراجح ومن حيث العموم فلا ريب أن للمعاصي أثرا على صاحبها، وقد يصاب المرء بسببها بشيء من مصائب الدنيا، وراجعي الفتوى رقم:41620، ولا نود لك التفكير فيما إذا كان الله قد عاقبك بسبب خلعك النقاب أم لا، بل نريدك أن تبادري إلى لبسه مرة أخرى فذلك أتقى لربك وأبرأ لذمتك، ولاسيما في هذا الزمان الذي كثرت فيه الفتن، وقد يقدر الله لك بسبب لبسك النقاب من الخير ما لا تحتسبين، ومن ذلك أن ييسر لك أمر الزواج وليس صحيحا ما قيل لك من أن لبس النقاب سبب في عدم الزواج، فكم فتاة لبسته وتزوجت، بل ويرغب الرجال في الزواج منها بسببه، وفي المقابل كم فتاة لم تلبسه ولم تتزوج ويرغب الرجال عن الزواج منها بسبب عدم لبسها له، والأمر لله من قبل ومن بعد، فلا ينبغي أن تيأسي من دعائه في كل لحظة وحين، ولكل دقيق من أمرك وجليل، قال سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}
والله أعلم.