الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعلاج ما ذكرت من التفكير في شأن التزويج هو ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم وندب إليه معاشر العزاب في قوله: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لمن يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. أي وقاية من الزنا. أخرجه البخاري ومسلم.
وهذا يشمل المرأة من حيث إنها لا ينبغي لها أن تمتنع على الخطاب، ولا تؤجل شأن الزواج متى وجدت كفؤا كما في قوله صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وابن ماجه.
ولو لم يتقدم إلى المرأة كفؤ فلا حرج عليها أن تطلب من أوليائها أن يلتمسوا لها كفؤا.
ونصيحتنا لك أيتها الأخت لا ترفضي خاطبا سيما إن كان ذا خلق ودين امتثالا لما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم، وإن لم تجدي أحدا فكلمي ولي أمرك أو نحوه من محارمك ليعرضك على من يتوسم صلاحه واستقامته كما كان السلف الصالح يفعلون، ولم يتضح لنا معنى كونك أصبحت مهموسة على وجه الدقة ولكن إن كان معناها الإصابة بالوساوس والأوهام فقد يكون سببها حديث النفس وتوقانها إلى النكاح، ولكن ينبغي ألا تتمادي فيه لأنه من الشيطان وقد تستمرئينه حتى تتمكن منك الهواجس والوساوس فلا تستطيعين دفعها، وقد تكون العاقبة ما هو أعظم من ذلك. فأعرضي عنها صفحا كلما خطرت لك وتعوذي بالله من الشيطان الرجيم كما قال تعالى: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {فصلت:36}
وداومي على أذكار الصباح والمساء وتلاوة القرآن الكريم وسيذهب عنك ذلك بإذن الكريم الرحمن. وللفائدة انظري الفتوى رقم: 3086.
والله أعلم.