الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن صوم تاسوعاء وعاشوراء أمر مشروع مستحب، كما بيناه في الفتوى رقم: 7552.
وأما الاجتماع فإن كان المقصود أنكم تجتمعون عند الإفطار فنرجو أنه لا حرج في ذلك، وما زال المسلمون يجتمعون عند الإفطار في الصيام الواجب كرمضان والمستحب.
وأما إن كان المقصود أنكم تجتمعون لأجل هذه المناسبة لا لأجل الإفطار فالأولى البعد عن ذلك سداً لذريعة الوقوع في البدعة، فإن كثيراً من البدع تنشأ في بدايتها بصورة غير منكرة ثم يتطور الأمر إلى أن تصير بدعة، وكثير من الناس أحدثوا أفعالاً في عاشوراء كانت في أصلها مباحة ثم تطورت وصارت بدعة، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 7466.
وأما الاجتماع ليلة المولد النبوي فلا شك أنه أمر محدث لأنه لم يكن معروفاً عند سلف هذه الأمة الكرام من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان، فلم يرد عنهم أنهم يجتمعون ليلة المولد أو نهاره لقراءة القرآن ولا غيره من الأذكار، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. متفق عليه، والاجتماع لقراءة القرآن في تلك الليلة هو في حقيقته احتفال بها، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 48390، والفتوى رقم: 32461.
وكذلك الاجتماع ليلة القدر في غير صلاة القيام لم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، والمستحب هو إحياء ليلة القدر بالذكر والصلاة والدعاء وقراءة القرآن، كما كان يحيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام، وانظر للفائدة الفتوى رقم: 41868.
والله أعلم.