الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي فهمناه من سؤالك أن مدة الحيض والطهر عندك شهر كامل، وأنك تطهرين من الحيض قبل اليوم الثالث عشر إلا أن بعض الإفرازات تنزل عليك ابتداء من اليوم الرابع عشر لمدة ثلاثة أيام أو أكثر أو أقل ثم تنقطع.
ومادام الأمر كذلك فهذه الإفرازات ليست حيضا لأنها تجاوز مع ما قبلها من الحيض والطهر خمسة عشر يوما ، ولا يمكن عدها حيضا تابعا للأول؛ لأن أكثر مدة الحيض خمسة عشر يوما والمجموع يزيد على ذلك.
ولا يمكن عدها حيضا جديدا لأنه لم يفصل بينها وبين نهاية دم الحيض خمسة عشر يوما طهرا؛ لأن أقل الطهر بين الحيضتين خمسة عشر يوما، فهي إذن دم فساد إذا كان نزولها مستمرا بحيث لا تتوقف وقتا يتسع للطهارة والصلاة فإن عليك التوضؤ بعد دخول الوقت والصلاة عقبه، وهكذا تفعلين في كل صلاة، أما إذا كانت تتوقف فأنت كغيرك إن توضأت بعد التوقف لا ينتقض وضوءك إلا إن حصل ناقض، فلا يلزمك الوضوء لكل صلاة، فلو توضأت مثلا لصلاة الظهر ولم ينزل عليك منها شيء حتى دخل وقت صلاة العشاء فلا مانع من أداء صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء بطهر واحد، لأنه لم ينتقض بنزول الإفرازات وبشرط أن لا ينتقض الوضوء بناقض آخر كما هو معلوم.
وأما الغسل من الإفرازات فلا يجب لأنها ليست منيا، وقد بينا صفات مني المرأة في الفتوى رقم:58570، وعليه فإذا استيقظت من النوم ووجدت الخارج منك يتصف بصفات المني فيلزمك الغسل وإلا فلا.
والله أعلم.