الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يرزق الأخت السائلة الذرية الصالحة ويصلح لها دينها ودنياها، ونصيحتنا للأخت أن تعمل بالأسباب، وأن يكون تعلقها بمسبب الأسباب سبحانه، فالسبب لا يعمل إلا بإذنه، ولا تيأس من رحمة الله، بل ينبغي إحسان الظن بالله تعالى مع تفويض الأمر إليه جل شأنه ليختار للعبد ما هو خير له، ولا تستعجل رزق الله فلكل قدر قدره الله أجل معلوم سيأتي لأجله، فقد رزق إبراهيم عليه السلام الولد في حال الكبر من امرأة عجوز عقيم حتى أن إبراهيم دهش واستبعد حصول ذلك فقال: أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ {الحجر:54}
فلتفوض الأخت أمرها إليه سبحانه، ولا تقطع رجاءها وأملها في الله تعالى، ولتحذر من القنوط من فضل الله تعالى القادر على كل شيء وله الخلق والأمر، ثم لتعلم السائلة أنها إن توجهت إلى الله تعالى واعتمدت عليه في قضاء حاجتها فلن يخيبها الله تعالى، ولن يضيع سعيها أو تذهب دعواتها بل إما أن يستجيب لها دعوتها فيرزقها الولد، أو يدخرها لها في الآخرة، أو يصرف عنها بها سوءا، وتراجع الفتوى رقم: 20789.
وعليه، فلا تيأس من الأخذ بالأسباب ولا تقنط من فضل الله تعالى، ولتكن على يقين من أن الله عز وجل لن يخيبها إذا توفرت في دعائها وتوجهها الشروط المطلوب توفرها في الدعاء، وتراجع الفتوى رقم: 21386.
والله أعلم.