الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإننا نشير إلى أمور مما في السؤال:
أولاً: أن توفير المسكن، ونفقات الزوجة والأولاد من مأكل ومشرب وملبس هو واجب على الزوج، ولا تكلف الزوجة شيء من ذلك، إلا في حال إعسار الزوج فيجب عليها النفقة على أبنائها فقط، وأما توفير المسكن والنفقة على الزوجة فلا يسقط عن الزوج أبداً، وعليه فقيام الزوجة بمساعدة زوجها في النفقات هو من باب الإحسان إليه، فلا يجوز أن يقابل هذا الإحسان بالإساءة، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 42518.
ثانياً: لا يجوز للزوج أن يسخر من أهله، ولا أن يجرح مشاعرهم، لأن هذا ينافي قوله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يفركن مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر. ومعنى لا يفركن لا يكره ولا يبغض. رواه أحمد وهو صحيح.
وبناء على هذا نقول للزوج الكريم إن الشيطان يسعى جاهداً في ألا تقتنع بالحلال، ويزهدك فيه، بل وينمي فيك الوساوس والأوهام وتلمس العيوب، وربما زين في نظرك الحرام، فتطلق نظرك في الحرام وتنظر إلى الأجنبيات، وتتفحص أجسامهن، وكل هذا استدراج من الشيطان، فتب إلى الله تعالى وغض بصرك عن الحرام.
واعلم أن من طلب زوجة كاملة في كل شيء فلن يجد زوجة على وجه الأرض، وكما يوجد النقص في المرأة يوجد النقص في الرجل، ولكن المشكلة تكمن في من ينظر إلى عيوب الآخرين ويغض الطرف عن عيوب نفسه، والله المستعان، فعلى الزوج أن يكف عن عيب زوجته وجرح مشاعرها فذلك لا يجوز، وننصح الزوج الكريم بمطالعة الفتوى رقم: 60909.
والله أعلم.