الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ريب أن ما يأمر به هذا الوالد - هداه الله - من التعامل بالربا لا يجوز، ولا تجوز طاعته فيه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: إنما الطاعة في المعروف، رواه البخاري ومسلم.
وكذلك لا يجوز له أن يطالب أبناءه بمال فضلا عن أن يأخذ ذلك بنفسه مادام غير محتاج إلى ذلك، كما هو موضح في الفتوى رقم:46692، ولكن يجب أن يعلم أن حق الوالد عظيم حتى قال صلى الله عليه وسلم: الوالد أوسط أبواب الجنة، فأضع ذلك الباب أو احفظه. رواه أحمد والترمذي وابن ماجه.
ولذا فالذي ننصحكم به هو أن تصبروا عليه وأن تترفقوا به وأن تقابلوا إساءته بالإحسان إليه، فإن ذلك كفيل إن شاء الله بأن يزيل ما في نفسه من الشحناء، وقد قال الله تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (فصلت:34-35) فإذا كان المسلم مطالبا بأن يقابل الإساءة بالإحسان مع كافة الناس فكيف مع والده الذي له ماله من البر والإحسان وراجع الفتوى رقم: 1841.
وإذا استعملتم المعاريض أو اضطررتم إلى الكذب عليه إذا لم يمكن استعمال المعاريض لتخفوا عنه ما لا يحتاج إليه من أموالكم فلا بأس بذلك، وراجع ذلك في الفتوى رقم:25629، ولا مانع من أن توسطوا أحد أهل الخير والصلاح الذين يحترمهم لعل الله يصلح ما بينكم وبينه على يديه.
والله أعلم.