الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله الكريم أن يحفظ لكم دينكم، وأن يجعلكم هداة مهديين غير ضالين ولا مضلين، وأن يرزقنا وإياكم الثبات وحسن الممات، واعلم أنه لا يجوز للمسلم أن يشهد شيئاً من أعياد المشركين، وقد سبق أن بينا هذا الأمر في الفتوى رقم: 4586، والفتوى رقم: 8327.
ومشاركة الآخرين في هذه الأعياد لا تسوغ للمسلم المشاركة فيها، والخير كل الخير في ثبات المسلم على مبادئ دينه، فهي التي قد تكسبه احترام الآخرين له، ولكم أسوة حسنة في المسلمين الذين هاجروا إلى أرض الحبشة، إذ لم يمنعهم كونهم في ضيافة النجاشي أن يظهروا الحق عندما تطلب الأمر ذلك، فقد قال جعفر بن أبي طالب كلمة الحق أمام النجاشي بشأن عيسى عليه السلام، وكانت العاقبة أن أمنهم النجاشي ورفض تسليمهم لوفد مشركي مكة، وتفاصيل هذه الأحداث متوفرة في كتب السيرة، وهذا فيما يتعلق بالسؤال الأول، وراجع فيه الفتاوى ذات الأرقام التالية: 57997، 54640، 68557.
وأما السؤال الثاني فجوابه أنه ينبغي أن تَعلموا وأن تُعلموا من يثير معكم مثل هذه التساؤلات أن المرجع في دين الإسلام هو الوحي المتمثل في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهما الحكم على تصرفات المسلمين، فمن ارتكب محرماً فهو آثم عربياً كان أم غيره، وماذا يكون العربي بغير التمسك بدين الله تعالى؟ وإذا انحرفت بعض الفرق المنتسبة إلى الإسلام عن جادة الصراط المستقيم فهي التي يتوجه إليها الذم لا إلى أصل الإسلام الحق، فالحاصل أنه يحكم بالإسلام على أقوال الناس وأفعالهم، ولا يحكم بأقوال الناس وأفعالهم على الإسلام، وراجع للمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 25438، والفتوى رقم: 19338.
والله أعلم.