الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحافظ الدمياطي رحمه الله أحد الحفاظ الكبار والقراء وفقهاء الشافعية، ولد في العقد الثاني من القرن السابع الهجري ونشأ بدمياط بمصر وتوفى سنة 705هـ، وقد أخذ عن الحافظ المنذري وغيره علم الحديث، وأخذ القراءات عن الكمال بن الضرير، وأخذ عنه النووي وتقي الدين السبكي والمزى وغيرهم، وقد أثنى عليه غير واحد من أهل العلم.
وله كثير من المؤلفات ومن أهمها كتابه المتجر الرابح، وهو كتاب تعهد في مقدمته أن يذكر الآيات وجملا من الحديث في ثواب وفضائل الأعمال ليرغب الناس في الخير، وقد نهج منهجاً يبين فيه المقبول من غيره، فحيث صدر الحديث يذكر الصحابي الراوي فهو عنده مقبول وإذا صدره بذكر من أخرج الحديث فهو عنده معَلٌّ، ولكنه قد يخالفه بعض أهل العلم في حكمه فيحكمون بثبوت بعض ما ضعفه أو بضعف بعض ما أثبته، وقد طبع الكتاب عدة طبعات وحققه بعض المعاصرين فيمكن أن يستفاد من تحقيقهم وبيانهم لبعض كلام من خالفوا المؤلف في الحكم على الأحاديث. والكتاب على العموم من أحسن الكتب التي يستفيد منها من يريد كلاماً في موضوع ما أو إلقاء خطبة أو كتابة بحث، وأصح منه رياض الصالحين للنووي، وأوسع منه كتاب الترغيب للمنذري رحمهم الله جميعاً.
والله أعلم.