الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المراد بقوله:( ومن سخط فله السخط) أن من كره بلاء الله ولم يرض بقضائه فله السخط من الله تعالى والعذاب الأليم جزاء له على اعتراض القدر كذا قال المباركفوري في شرح الترمذي والمناوي في شرح الجامع الصغير.
ولا ينافي هذا مشروعية سؤال الله العافية، والتحرز من أسباب المرض والبلاء، والبحث عن الدواء والعلاج بعد حصول مرض ما.
فقد تداوى الرسول صلى الله عليه وسلم وأذن لأصحابه بالتداوي وكان يحض على سؤال الله العافية.
وقد نقل المناوي عن ابن جرير أن الأفضل لمن كان كثير الذنوب أن يصبر على البلاء حتى يمحص ويطهر من أثر الذنب.
واعلم أن التذمر المفيد لتسخط القدر ينافي الرضا بالقضاء. وأما إظهار التوجع من ألم أصاب العبد فلا حرج فيه، ولا حرج كذلك في الحديث مع الطبيب والمستشار عن ألم أو مرض أو مشكلة أصابتك، كما هو معلوم من هدي السلف، وقد بوب البخاري في الصحيح على ذلك.
وقد ذكر القرطبي أن العبد إنما كلف أن لا يقع منه في حال المصيبة ما له سبيل إلى تركه كالمبالغة في التأوه والجزع الزائد.
وأما مجرد التشكي فليس مذموما حتى يحصل التسخط للمقدور.
هذا، وننصح بالإكثار من سؤال الله العافية والتوبة الصادقة والإكثار من العمل الصالح حتى يتطهر من آثار المعاصي. وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 71474، 61485، 28045، 31887، 68300.
والله أعلم.