الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المسجد المقام على قبور قد نبشت تشرع الصلاة فيه لأن محل مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم كانت فيه قبور فنبشت عندما أراد بناء المسجد، وأما إذا وجدت بعض آثار القبور فينبغي إزالتها ومهما يكن من أمر فإن هذا لا يؤثر على الصلاة، إذا كان القبر لا شكل له أو كان مستقلاً عن محل الصلاة، فالظاهر من قولك أثناء أشغال التوسعة أن مكان البقايا خارج المسجد وبناء عليه فالصلاة في المسجد لا حرج فيها.
وأما الصلاة في المساجد فهي أمر متعين وإذا تعددت المساجد فقد ذكر بعض أهل العلم أنها تتفاضل بحسب كثرة المصلين أو فضلهم، كما قال صاحب الكفاف: وتتفاضل بكثرة الملا * وفضله فابتغ جما فضلا
فإذا كان الإمام يحسن تلاوة القرآن ويقوم بأعمال الصلاة قياماً صحيحاً فيشرع الاقتداء به على الراجح ما لم تكن عنده بدعة مكفرة، فقد صلى الصحابة خلف الولاة الفسقة كالحجاج وابن زياد وغيرهما، وقال الحسن البصري في إمامة المبتدع: صل وعليه بدعته. رواه البخاري.
وراجع في ذلك بالتفصيل الفتاوى ذات الأرقام التالية: 53089، 52239، 16978، 23182، 1636، 59667، 26722.
والله أعلم.