الخوف من الموت هل يعد دليلا على نقص الإيمان

11-3-2007 | إسلام ويب

السؤال:
بداية جزاكم الله خيراً على موقعكم هذا المنير، توفيت جدتي منذ أسبوع ومنذ هذا الأسبوع وأنا في خوف شديد فلقد رأيت لأول مرة في حياتي إنسانا يحتضر ويموت أمامي، جدتي سيدة عجوز وكانت تعاني من بتر في إحدى قدميها منذ ثلاث عشرة سنة وكانت مقيمة عندنا أبناؤها ليسوا بارين بها كانوا لا يأتون لزيارتها إلا كل ثلاث أسابيع مرة أو حتى شهر ونصف على الرغم من قصر المسافة بيننا وبينهم حتى أمي جاءت عليها فترة تضجرت منها وتمنت لو أن أحدا من أبنائها يأخذها فترة حيث كانت جدتي رحمها الله فاقدة الوعي في الفترة الأخيرة من حياتها ولك أن تتخيل أي إنسان فاقد درجة من الوعي ماذا يفعل، أما بالنسبة لي فقد كنت متعاطفة معها إلى حد ما وأقوم على طلباتها قدر المستطاع وكانت دائما تدعو لي، أما بالنسبة لآخر يومين من حياتها لا أستطيع أن أمحيهم من ذاكرتي ما حييت كما ذكرت أنا لأول مرة أري شخصا يحتضر وكنت لا أعرف ماذا أصنع لها فأسرعت وأحضرت كتاب صحيح الأذكار واستخرجت الدعاء الذي يقال للمحتضر وسبحان من قواني على هذا حيث إنني أخاف جداً وحتى أنني قلت لها قولي لا إله إلا الله إعمالاً بحديث الرسول صلي الله عليه وسلم: من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة ورأيتها تحرك شفتيها بهذه الكلمة وبعد قليل فارقت الحياة كما أنني رأيتها وهي تغسل، أما بالنسبة للسؤال فهو: لقد سئمت الحياة منذ هذا الموقف وعرفت كيف معنى الحياة وأشعر بالخوف الشديد، فهل هذا الخوف دليل على نقص الإيمان، كما أنني خائفة جداً من القبر وما سيحدث فيه؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الخوف من الموت يعتبر من الخوف الطبيعي، لأن الموت مصيبة يحصل بها انقطاع المؤمن عن المزيد من العمل الصالح ويحصل بها يُتْمُ الولد، قال الله تعالى: ... فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ  {المائدة:106)، وبناء عليه فإن الخوف من الموت لا يدل بمفرده على نقص الإيمان، بل إن تذكر الموت أمر مطلوب شرعاً، لما في الحديث: أكثروا من ذكر هادم اللذات. رواه أحمد والترمذي، وقال الترمذي: حسن صحيح.

وقد حض الشرع على زيارة الموتى لأنها تذكر بالآخرة، كما في الحديث: كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكر الآخرة. رواه مسلم. وعلى المسلم أن يجعل من خوفه من الموت حافراً له على استكمال الإيمان والعمل الصالح في جميع شعب حياته، فقد قال الله تعالى: وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ {آل عمران:102}، ونسأل الله أن يحسن عزاءكم في جدتكم، ونذكركم بما في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 73790، 13448، 43006، 29469، 22947، 75355.

والله أعلم.

www.islamweb.net