الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز للرجل الأجنبي ولا للمرأة الأجنبية أن ينشئ أي منهما علاقة مع الآخر، وإن زين الشيطان ذلك في أول الأمر، وأظهره على أنه علاقة بريئة من التهمة، وبعيدة عن الحرام، فكل ذلك من استدراج الشيطان، وصدق الله تعالى إذ يقول: وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ {البقرة: 168}.
وقد حذر الله تعالى من الاختلاط بالنساء فقال جل من قائل: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ {الأحزاب:53}.
وقال سبحانه مخاطباً نساء النبي صلى الله عليه وسلم: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً {الأحزاب:32}.
وفتنة النساء من أعظم الفتن، وأكثرها خطرا وضررا، كما في الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء". وروى مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء".
إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث الكثيرة الصحيحة والصريحة في هذا الموضوع.
فعليك -أيها الأخ الكريم- أن تقطع هذه العلاقة ولو تصورتها أخوة بريئة، فإنها حبالة من حبائل الشيطان، والبديل المباح والآمن في حلقة الوصل هذه أن تتم عبر إحدى زوجات أحد الطلاب أو إحدى أخواته أو بنات أخواته أو إخوانه.
ونسأل الله أن يمن علينا وإياك بالهداية إلى صراطه المستقيم، وأن يقينا جميعا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
والله أعلم.