الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا شك أن وطء المصحف أو إلقاءه بالقذارة أو نحو ذلك من أنواع الإهانة يعتبر ردة مخرجة عن الملة والعياذ بالله تعالى. أما الذهاب إلى الساحر فإنه معصية كما سبق أن أوضحنا في الفتوى رقم: 17266، ومن فعل ذلك كله وتاب إلى الله تعالى توبة صادقة قبلت توبته إن شاء الله تعالى، لقوله تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا {الزُّمر:53} وقوله صلى الله عليه وسلم كما روى الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر. والآية الثانية المشار إليها ليس معناها أن من عمل معصية وهو يعلم أنها معصية لم تقبل توبته بل معناها أنه بذلك الفعل يرتكب جهالة حتى يتوب إلى الله تعالى وينزع عنها كما سبق أن بينا في الفتوى رقم:73437، قال القرطبي في تفسيره: قوله تعالى: (لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ) يعم الكفر والمعاصي فكل من عصى ربه فهو جاهل حتى ينزع عن معصيته. قال قتادة: أجمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على أن كل معصية فهي بجهالة عمدا كانت أو جهلا. انتهى.
ولبيان شروط التوبة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 6796.
والله أعلم.