الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ما نرشدك إليه ونوصيك به هو تقوى الله عز وجل، والمبادرة إلى التوبة ولزوم الاستغفار، فقد قال سبحانه وتعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا {الطلاق:2}، وقال تعالى: إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {يوسف:90}، وقال صلى الله عليه وسلم: من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب. رواه أحمد وأبو داود والحاكم.
ولتعلمي أن ما أقدمت عليه من العلاقة مع هذا الشاب لا يجوز أصلاً، ويكون الأمر أعظم والتحريم أغلظ والعقوبة أشد إذا تم الإصرار عليه والاستمرار فيه وعدم التوبة منه، فقد حرم الإسلام أي علاقة بين رجل وامرأة أجنبيين إلا عن طريق الزواج الشرعي، ومن هنا تعلمين أن ما ذكرت كله غلط بين وخطأ فادح يجب عليك التوبة منه، ولا يجوز لك الانتقام من عبد كان على معصية ثم تاب منها ورجع عنها إلى الرشد والصواب.
واسألي الله تعالى أن يصلح حالك ويرزقك الزوج الصالح كما رزق به غيرك، فإن ما عند الله تعالى لا ينفد، وقد قال سبحانه وتعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}، نسأل الله تعالى أن يتوب عليك ويصلح حالك، وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلعي على الفتوى رقم: 56567.
والله أعلم.