الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالظاهر أنه لا يجوز لك قبول هذه الهدية ولو كنت تدخلت للموظف وشفعت له -وأحرى إذا لم تكن شفعت أو بذلت جهداً- لأن الشفاعة لا يجوز أخذ الأجر عليها لأنها زكاة الجاه كما قال بعض الفضلاء:
القرض والضمان عوض الجاه * يمنع أن ترى لغير الله
وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على الشفاعة للناس ورغبنا في مساعدتهم دون مقابل فقال: اشفعوا تؤجروا... الحديث رواه البخاري ومسلم، وقال: والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. رواه مسلم. وقال: من استطاع أن ينفع أخاه فلينفعه. رواه مسلم.
ولهذا فقد أحسنت عندما رددت تلك الهدية ورفضت قبولها، ولكن عليك أن تردها إلى مالكها، ولا يحق لك أن تضعها في المسجد كوقف أو غيره إلا إذا رضي بذلك صاحبها، كما ينبغي أن تطيب خاطره وتخبره أن الذي منعك من قبول المصحف هو ما أشرنا إليه من منع ذلك شرعاً، وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلع على الفتوى رقم: 3816 .
والله أعلم.