الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأما سؤالك إلى من تتوجهين؟ فجوابه أن تتوجهي إلى الله تعالى، فإنه وحده هو الذي بيده الأمر كله، فننصحكم باللجوء إليه، والإلحاح عليه في الدعاء، وقد وعد الله الكريم بإجابة المضطر، فقال: أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ {النمل:62}، واعلمي أنه لا يوجد داء إلا وله دواء، قال صلى الله عليه وسلم: إن الله لم ينزل داء أو لم يخلق داء إلا أنزل أو خلق له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله؛ إلا السام، قالوا: يا رسول الله وما السام؟ قال: الموت. رواه الطبراني وغيره وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، ولمسلم عن جابر يرفعه: لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل.
واعلمي كذلك أن الله جلت قدرته يبتلي عباده بما شاء من أنواع البلاء، قال الله تعالى: وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ {الأنبياء:35}، وعلى المؤمن أن يصبر ويرضى بأمر الله تعالى، وأن يبصر الرحمة من خلال البلاء، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: عظم الجزاء من عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط. رواه ابن ماجه.
ولا بأس بأن تلجؤوا إلى شخص معروف بالرقية الشرعية إذا كنتم تخشون أن يكون الذي بزوجك سحر، ويوجد في البلد الذي أنتم فيه أشخاص زكتهم وزارة الأوقاف وقبلت رقيتهم. وإن سألتم المشايخ الموجودين في قسم توجيه الأئمة والخطباء التابع لإدارة المساجد دلوكم عليهم.
والله أعلم.