الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس من المتصور عادة أن تسمح القوانين للموظف بأن يستمر في عمل لا وجود له فيه إلا على الأوراق، ويكون مستحقاً لأخذ مرتبه كاملاً، ولو كان مقيماً في الخارج وبدون عمل، والظاهر أن هذا أمر يفعله بعض المسؤولين تلاعباً بمصالح البلد، والذي ينظم حقوق الموظفين واستحقاقاتهم وصلاحياتهم ومسؤولياتهم هو القانون المعمول به في البلد.
وإذا تقرر أنه لا يتصور أن القانون يسمح بمثل هذا وأن القانون هو الحكم في التعامل مع أمور الدولة ومصالحها، ثبت أنه لا حق لك في هذا المرتب، وأنه من المال العام الذي يلزم أن يصرف في مصالح البلد، وإذا كان بعض المواطنين في البلد لا يحصلون على حقوقهم من الدولة، أو كان ثمت مصالح أساسية في البلد لم تهتم الدولة بإقامتها أو نحو ذلك، كان من المباح لك أن تصرفي هذا المال في ذلك، أو فيما يترجح أنه الأولى منه، ولا شك أن من هذه المصالح ما ذكرته من المرضى الذين يستعصي علاجهم ولا يملكون أموالاً يتعالجون بها، وكذا الأسر الفقيرة والمساجد ونحو ذلك.
والله أعلم.