الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرته من حال هذه المديرة التي قلت إنها دائمة الغياب، وأنها إذا حضرت فلا شيء يتغير، وما ذكرته من أن كل المعلمات يعملن كما يردن، وأنهن يقمن بإخراج الطالبات قبل نهاية الدوام بنصف ساعة أو أكثر، مما يؤدي بالطالبات إلى قرع الباب عليك والتشويش عليك وعلى من معك... أقول: إن ما نسبته لتلك المديرة وللسيدات اللاتي يعملن تحت إمرتها يعتبر منافياً للمسؤولية، وإخلالا بالتكاليف الشرعية والمهنية التي جعلها الله عليهن.
وقد ورد وعيد شديد فيمن استرعي رعية ولم يعدل في التعامل معها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من أمير عشرة إلا يؤتى به مغلولا يوم القيامة حتى يفكه العدل أو يوبقه الجور. رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجال البزار رجال الصحيح.
وأما أنت فجزاك الله خيراً على ما تقومين به من الواجب الشرعي وليس عليك إثم فيما ذكرته من أمر التوقيع، طالما أنك لست المسؤولة عنه، ولم تخلي بشيء مما وجب عليك، وقد بالغت في النصح لمن معك، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ {المائدة:105}.
والله أعلم.