الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن طلب رضا الزوج من الطاعات، ففي الحديث الذي رواه الترمذي عن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم: العبد الآبق حتى يرجع، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وإمام قوم وهم له كارهون. وما رواه الطبراني في معجمه الكبير عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو تعلم المرأة حق الزوج، لم تقعد ما حضر غداؤه، وعشاؤه، حتى يفرغ. وغير ذلك مما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم. وكذلك أمر الإسلام الرجل بحسن عشرة زوجته والإحسان إليها، والرفق بها، ومن ذلك ما رواه الترمذي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي.
ومما سبق يُعلم أن لكل من الزوجين حقا على الآخر، فإذا فرط زوجك في حقك فلا تفرطي في حقه، حتى يكون لك الفضل عليه، قال الله تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ {المؤمنون:96}، وقال في صفات أولي الألباب: وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ {الرعد:22}، واعلمي أيتها الأخت الكريمة أن صبرك على أذاه لا يعلم ثوابه إلا الله، لقوله تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ {الزمر:10}، ولذلك فإننا نوصيك بالصبر والاحتساب، والإكثار من دعاء الله تعالى لزوجك بالهداية إلى أحسن الأخلاق، ونوصيك بنصحه وتذكيره بالله تعالى، وبأن الصبر من سمات أهل الإيمان، وأن الغضب في هذا النوع من الأمور لا يأتي بخير.
والله أعلم.