الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأما موسى نبي الله فليس من شك في أنه قد تربى في بيت فرعون، وقصته وردت في مواطن كثيرة من القرآن، وجاءت في الأحاديث الصحيحة، وأما موسى السامري فلم نقف على خبر صحيح أن جبريل هو الذي رباه، وإنما ورد في كتب القصص والتاريخ أن أمه ربته بين الجبال فرباه جبريل عليه السلام، وقد قيل في هذا:
إذا لم يكن عون من الله للفتى * فقد خاب من يرجو وخاب المؤمّل
فموسى الذي رباه جبريل كافر * وموسى الذي رباه فرعون مرسل
ويقول شاعر آخر:
فموسى الذي رباه فرعون مؤمن * وموسى الذي رباه جبريل كافر
وسواء كانت تربية جبريل لموسى السامري صحيحة أم غير صحيحة، فليس في شيء من هذا ما يستغرب، لأن هداية التوفيق ليست بيد جبريل ولا غيره من المخلوقات، وإنما هي بيد الله عز وجل يجعلها كيفما شاء وأراد.
والله أعلم.