الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحصول على هذه الفضيلة ليس خاصا بالرجال إذ ليس هناك مانع من حصول المرأة على البراءتين المذكورتين في الحديث، إذا هي واظبت على إدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام في المكان الذي تصلي فيه أربعين يوما، ولو تخللت ذلك الدورة الشهرية؛ لأن ذلك خارج عن إرادتها، فقد لا يكون سببا للحرمان من هذا الأجر ما دامت نيتها المواظبة على إدراك تكبيرة الإحرام طيلة المدة المذكورة ولم تتوقف عن ذلك إلا مدة العذر، فقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عما قيل إنه حديث وهو نية المرء أبلغ من عمله فقال: هذا الكلام قاله غير واحد وبعضهم يذكره مرفوعا وبيانه من وجوه:
أحدها: أن النية المجردة من العمل يثاب عليها، والعمل المجرد عن النية لا يثاب عليه، فإنه قد ثبت بالكتاب والسنة واتفاق الأئمة أن من عمل الأعمال الصالحة بغير إخلاص لله لم يقبل من ذلك، وقد ثبت في الصحيحين من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة.
الثاني: أن من نوى الخير وعمل منه مقدوره وعجز عن إكماله كان له أجرعامله ، وذكر رحمه الله على ذلك أدلة كثيرة. وللفائدة ينظر الفتوى رقم: 45325
والله أعلم.