الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا نقول للأخت السائلة: لست كافرة والحمد لله تعالى، بل أنت مسملة تخافين الله تعالى حسبما يظهر من خلال سؤالك، وعليك أن لا تعيري هذه الوساوس والتخيلات أي اهتمام، بل أعرضي عنها إعراضاً كاملاً، فإن في الإعراض عنها الشفاء التام بإذن الله تعالى، ثم إنه لا إثم عليك فيما يعرض لخاطرك من وساوس سيئة ما دمت تدافعين ذلك وتكرهينه، فقد حصل مثل هذا لبعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وذكروا ذلك له صلى الله عليه وسلم فقال: ذلك صريح الإيمان. كما سبق أن ذكرنا في الفتوى رقم: 12300، فهوني على نفسك ولا تتحملي ما لم تكلفي به، فلا داعي للغسل من هذه الوساوس، ولا للضيق والغم. نسأل الله تعالى أن يكشف همك وغمك ويصرف عنك هذه الوساوس، وكما يجب عليك الإعراض عما يخطر ببالك مما يتعلق بالعقيدة فكذلك الأمر بالنسبة للطهارة والصلاة. ثم إن الوضوء يتم ويحصل بغسل كل عضو مرة واحدة، وتسن الغسلة الثانية والثالثة، ولا يزاد على ذلك، وإلا كان من الاعتداء والإسراف المنهي عنهما في الكتاب والسنة، وللفائدة انظري الفتوى رقم: 60471، واقتصارك على كيفية من الكيفيات المسنونة لا يستلزم كراهتك لما سواها من الكيفيات، فلا تلتفتي إلى هذه الوساوس، وإن كان ينبغي لك المحافظة على أتم الهيئات وأكملها.
والله أعلم.