الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى أن اليتم لا يكون إلا قبل البلوغ، وبالتالي فأمكم لا يمكن وصفها الآن باليتم.
ثم ما قمتن به أنتن البنات من توفير المسكن والمْأكل والمشرب لأمكن بقدر استطاعتكن هو واجبكن ولو كان فيه إغضاب أبيكن ومقاطعته لكنَّ؛ إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق كما في الحديث الشريف.
وكان من واجب إخوتكن أن يفعلوا مثلكن ولا يتركوا أمهم في ذل وشقاء.
ولكن ما ذكرتنه من سوء تصرف أبيكن مع زوجته أُمِكن، وغضبه عليكن وقطيعته لكن، لا يبيح أن ترددن عليه بالمثل، ولا بأن تقاطعنه.
وإذا كان يدعي أن زيارتكن له تسبب له المشاكل ولا ترضيه، فلا بأس بتوقيف الزيارة عنه فترة، حتى يسكن غضبه ويعود إلى رشده.
وفي فترة توقيف الزيارة تلك، يلزم أن لا تغفلن عن تفقد أحواله وصلته بما تستطعنه من الصلة المادية أو غيرها.
ونسأل الله أن يصلح أمركن وأمر إخوتكن وأبيكن، وأن يعيد الوئام والسعادة والألفة إلى سائر أفراد أسرتكن.
مع العلم أنه قد تقدمت الإجابة على هذا السؤال نفسه من قبل، وذلك في الفتوى رقم: 93579
والله أعلم.