الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن لم يكن والداك في حاجة إليك، ولم يكن في استقدامك أهلك ضرر عليهما فلا حرج عليك في استقدام أهلك للإقامة معك. وطاعة الوالدين وإن كانت واجبة فإنها تجب في المعروف، وليس من المعروف أن يمنع الوالدان ولدهما من فعل ما لا يلحقهما منه ضرر، بل و قد يلحق الولد من هذا المنع حرج ومشقة. وليس في مخالفتهما في هذه الحالة أي نوع من العقوق. ونوصيك بالاجتهاد في بر والديك حسب الإمكان، وأن تجتهد في كسب رضاهما، ولا سيما أمك، فهي وإن حدثت منها إساءة إليك حسبما ذكرت، فإن هذا لا يسقط عنك برها. وما ذكرت من أمر غيرتها على زوجتك فينبغي أن يقابل بالصبر. وهذا القدر كاف في الإجابة على سؤالك.
وبالرغم من أنك طلبت عدم الإحالة على فتاوى سابقة إلا أننا نرى أن من مزيد الفائدة أن ترجع إلى بعض الفتاوى التي فيها مزيد تفصيل لما ذكرنا في الإجابة على سؤالك. فنرجو أن تراجع الفتاوى: 9035، 76381، 76303، 69111.
والله أعلم.