الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولاً أن ننبهك إلى أن ما ذكرته عن أبويك من أنهما كانا يتبادلان السباب والشتائم والألفاظ البذيئة لأتفه الأسباب، ثم يخاصم كل منهما الآخر وتنقطع العلاقات بينهما تماماً لفترة من الوقت... يتنافى تماماً مع ما ينبغي أن تكون عليه الحال بين الزوجين من المودة والرحمة، كما في قوله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الروم:21}، ثم ليس من شك في أن ما ذكرته من خروج أمك من المنزل دون إذن من أبيك، وأنه كان يدعوها للمبيت معه فترفض متعللة بحجج واهية... يعتبر نشوزاً، لأن النشوز كما عرفه أهل العلم هو عصيان المرأة لزوجها وترفعها عن طاعته في المعروف، وإذا تقرر نشوز أمك لم يكن لها على أبيك نفقة ولا كسوة ولا غيرهما من الحقوق الزوجية.
ولا يشفع لها في نشوزها أن أباك قد أصيب منذ زمن بالعجز الجنسي، لأنه له أن يستمتع بزوجته بغير الوطء، ولأن العجز الجنسي إذا حصل بعد وطء، ولو مرة واحدة اعتبر مصيبة نزلت بالزوجة، ولم يكن لها الخيار في فسخ النكاح، ولك أن تراجع في ذلك الفتوى رقم: 73342.
ثم إن أباك ما زال معتبراً زوجاً لأمك طالما أنه لم يطلقها، وعليك أن تسعى في الصلح بينهما، فإن أمر النشوز خطير جداً، وحقوق كل من الزوجين على الآخر كبيرة جداً، ونسأل الله أن يعينك.
والله أعلم.