الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاجتهدي في طاعة أمك، والتحبب إليها، وكسب رضاها، فإن فعلت ذلك ولم يتغير حالها، ولم يتبدل مزاجها، وظلت على طباعها، فلا إثم عليك بعد ذلك، ولا يمنع من قبول طاعاتك ودعواتك ما تقوم به أمك من الدعاء عليك عدواناً وظلماً، فإن الله تعالى هو أحكم الحاكمين، لا يظلم الناس مثقال ذرة، وأمك آثمة بدعائها عليك بلا سبب، وآثمة بسبها وسوء معاملتها، ففي الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم. ويستوي في هذا الحكم كل من دعا بغير حق، ولو كانت الأم على أبنائها وبناتها.
أما إذا كان الدعاء بحق، فإنه مشروع، وإن كان تركه أفضل، لقول الله تعالى: وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ {الشورى:43}، ولمعرفة ما يجوز وما لا يجوز من الدعاء على الغير راجعي في ذلك الفتوى رقم: 20322.
وعليك أن تستمري في طاعتها في المعروف، والإحسان إليها.
والله أعلم.