الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرته عن صديقتك هذه من المشاركة في المؤتمرات الشبابية والتي قلت إنها تحوي الجنسين، وما ذكرته عنها من السفر وحدها، وأنها مؤخراً سافرت إلى دولة عربية لعقد مؤتمر ضم مشاركين عرب وأجانب من دول عديدة... وأن تلك المؤتمرات اشتملت على العديد من الأنشطة والألعاب المشتركة بين الجنسين والتي تقتضي في الكثير من الأحيان الاحتكاك الجسدي بينهما... وأنها أخبرتكم بأن العرب هناك يشربون الكحول، وقد قاموا بممارسة علاقات محرمة... وأن سفرها القادم سيكون إلى ألمانيا... هي -في الحقيقة- أخطاء كبيرة من صديقتك هذه ومن أسرتها، ولا يخفى ما في جميع هذا من الآثام والمنكرات، وليس من شك في أن ثمت أموراً لم تذكرها هي لكم، قد تكون أكبر مما ذكرت، ومن الخطأ أيضاً بل وقد يكون من الردة قولها إن النهي عن مثل هذه المحرمات يعتبر من قشور الدين، فالدين كل متكامل، وليس فيه قشور، والاستخفاف بأي شيء منه يعتبر ردة مخرجة عن الملة، والعياذ بالله، وقد علمت مما ذكرناه أنكم على صواب فيما نصحتم به صديقتكم، وأنها هي المخطئة.
وأما إرشادكم إلى الطريقة التي يمكن أن تقنعوها بها، فإن ذلك ليس في وسعنا، طالما أنكم قد استنفذتم كل الطرق، سواء تلك المتعلقة بالدين أو التي تتعلق بالأعراف، ولم يجد ذلك نفعاً، ولكننا نقول لكم إنكم إذا فعلتم كل ما أوجبه الله عليكم من النصح لها ولأولياء أمرها فإنه لا يضركم بعد ذلك ما تفعله هي، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ {المائدة:105}، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه، وأن يأخذ بنواصينا جميعاً إلى صراطه المستقيم.
والله أعلم.