الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان هذا المبلغ ملكاً لأحد من الناس غصبه منه هذا الشاب فيجب رده إليه ولا يجوز أخذ شيء منه، ومخالف ذلك معرض للوعيد الشديد الوارد في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا* وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا {النساء:29-30}، وقوله صلى الله عليه وسلم: من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار، وحرم عليه الجنة. فقال له رجل: يا رسول الله وإن كان شيئاً يسيراً؟ قال: وإن قضيبا من أراك. أخرجه مسلم.
أما إذا لم يكن ملكاً لأحد وإنما أخذه برضا صاحبه عوضاً عن شيء محرم كثمن الخمر والمخدرات والزنا وما شابه ذلك، فإن هذا المبلغ يجب صرفه إلى الفقراء والمساكين ونحو ذلك من وجوه البر، وإذا كان هذا الشاب فقيراً وتاب جاز أن يأخذ منه بالقدر الذي يمكنه من الزواج وعمل مشروع حلال يعيش منه، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 69047.
وننبهك إلى خطورة هذه العلاقة التي بينك وبينه وما فيها من الإثم والتدرج إلى الفاحشة، والوقوع فيما يغضب الواحد القهار والتعرض لسخطه وعقوبته، فإن بادر هذا الشاب بالتقدم لأهلك للزواج منك فذلك المطلوب وإلا فابتعدي عنه ولا تتبعي الهوى قبل أن تندمي ولا ينفعك الندم، قال الله تعالى: فَأَمَّا مَن طَغَى* وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا* فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى* وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى* فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى {النازعات}، وفي صحيح البخاري في حديث المنام الطويل وفيه أنه عليه الصلاة والسلام جاءه جبريل وميكائيل، فقال: فانطلقنا فأتينا على مثل التنور، أعلاه ضيق وأسفله واسع فيه لغط وأصوات، قال: فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة فإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك ضوضوا -أي صاحوا من شدة العذاب- فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الزناة والزواني. فهذا عذابهم إلى يوم القيامة عياذاً بالله، وراجعي لزاماً الفتاوى ذات الأرقام التالية: 34932، 72497، 76975، 93857.
والله أعلم.