الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيراً على حرصك على تحري الحلال والبعد عن الحرام، وننبهك بداية إلى أن الإجابة ستكون في حدود ما تبين من السؤال لأن هناك نقاطاً عديدة تُركت غامضة في السؤال ويجب أن توضح حتى تتسنى الإجابة الشاملة عليه، فمن ذلك: حقيقة عمل أسماء النطاقات التي يستثمر فيها المال، فإن هذه النقطة لم توضح في السؤال وتركت غامضة، وكذلك نوعية الأسهم التي يتم تداولها في هذا الموقع، هل هي لشركات تمارس أعمالاً مباحة أو أعمالاً محرمة؟ وأيضاً طبيعة الاشتراك في هذا الموقع، ما هو الغرض منه هل هو شراء الأسهم والمتاجرة فيها أو ترويجها أو مجموع الأمرين، وهل هذا الاشتراك بمقابل أم بغير مقابل، وما هو المقصود بترقية الاشتراك؟ ومع كون هذه النقاط غامضة في السؤال إلا أن ما تبين من خلال بعض فقراته من مخالفات شرعية عديدة يكفي للحكم بعدم جواز الاشتراك أو الاستثمار فيه، فمن هذه المخالفات ما يلي:
* الأرباح التي يحصل عليها حاملو الأسهم على الأسهم لا علاقة لها برأس المال المستثمر في الموقع في شكل أسهم؛ بل هي مبنية على الاشتراك في الموقع مما يجعل حقيقة ذلك أن رأس المال المقدم في شكل أسهم عبارة عن قرض للموقع يدفع مقابله فوائد ربوية.
* عدم تحديد سعر السهم الحقيقي الذي يتم تداوله وكذلك عدم تحديد قيمة المصروفات الإدارية، ولا ريب أن ذلك غرر واضح، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الغرر. رواه مسلم.
* التزام الموقع بإرجاع الأسهم إذا لم يحقق المشتري أي أرباح خلال 30 يوماً، وهذا الالتزام باطل ينافي مقتضى عقد المضاربة، قال البهوتي في كشاف القناع: من الشروط الفاسدة شرط في العقد ما ينافي مقتضاه نحو أن يشترط أن لا خسارة عليه أو شرط أنه متى نفق المبيع -أي راج- وإلا رده.
* اشتراط الموقع عدم صرف الأرباح إلا بعد ترقية الاشتراك، وهذا لا يجوز لأنه منع لصاحب الأسهم أو المشترك في الموقع من استيفاء حقه.
* اشتراط الموقع على مشتري الأسهم عدم بيعها قبل مرور سنة، وهذا شرط يخالف مقتضى عقد البيع الذي ينقل ملكية الأسهم للمشتري ويخوله كامل الحرية في التصرف فيها، وبعض هذه المخالفات يكفي في التحريم فكيف إذا اجتمعت.
والله أعلم.