الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يمن عليك بالخير والصلاح، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يصلح لك زوجك، أو يمن عليك بزوج صالح غيره.
والذي نوصيك به أولا هو ضبط النفس وعدم التضجر مما أنت فيه، فإن التضجر يبطل أجرك في ذلك.
واعلمي أن قضاء الله خير للمؤمن على كل حال، فقد قال صلى الله عليه وسلم: عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك إلا للمؤمن إن أصابته ضراء صبر، فكان خيرا له، وإن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له رواه مسلم. ويقول صلى الله عليه وسلم: من يرد الله به خيرا يُصِب منه. رواه البخاري. وليعلم العبد أن ما أصابه من بلاء يكون مصحوبا بالجزاء العظيم والأجر الجزيل مع التسليم لله تعالى بما قضى؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي وحسنه وكذلك حسنه السيوطي.
وفيما يتعلق بموضوع زوجك، فإن كان لا يصلي إطلاقا، فالصحيح من أقوال أهل العلم أنه كافر، خارج من الملة، والعياذ بالله. وإن كان يصلي أحيانا ويتركها أحيانا، فالذي نراه فيه أنه ليس بكافرا ولكنه فاسق فسقا كبيرا. ولك أن تراجعي في هذا فتوانا رقم: 17277.
ثم على تقدير كفره، فإنك لست زوجة له، ولا يجوز أن ترضي بمعاشرته لك معاشرة الأزواج، ولا يجوز أن تطيعي في ذلك أباً ولا غيره.
وعلى التقدير الثاني، فإن ما وصفته به من الأخلاق السيئة يجعلك محقة في طلب الطلاق منه، ولو أدى الأمر إلى وقوفك أمام القضاء في ذلك. ولكن الأحسن أن يكون كل ذلك بواسطة أهلك، حتى تبقى العلاقة قوية بينك وبين أسرتك.
ولا شك في أن أهلك قد أخطؤوا في إكراههم لك على الزواج منه، ونسأل الله أن يتجاوز عنهم، وأن يمن عليك بما فيه الخير لك.