الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن لم يكن من الأمر إلا ما ذكرت فلم يحدث من هذه الفتاة ولا من أهلها أي خطأ تجاهك إذ لا يلزم هذه الفتاة أن تخبرك بوجود أخيها معها، وربما لو أنها فعلت لكان أولى. وعلى كل حال ينبغي أن تهوني على نفسك، ولا تحملي الأمر ما لا يحتمل، وينبغي لك كمؤمنة أن تتخذي من الاحتياطات عند الخروج ما يصونك عن التعرض لمثل ما حدث لك من هذا الشاب إن ثبت ذلك.
ولا يجوز لك أن تقاطعي هذه الفتاة وأهلها لمجرد ما حصل من ابنهم إذ أن في هذا مؤاخذة لهم بجريرة غيرهم، وقد قال تعالى: وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {فاطر: 18} ولا يجوز هجر المسلم لأخيه المسلم إلا لمسوغ شرعي ووفقا لضوابط معينة راجعيها بالفتوى رقم:7119، وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى رقم:1642، وحصول السلام يرتفع به الهجر، ولكن الأولى لك أن تجعلي التعامل معهم على وضعه الأصلي من الصلة والود إن لم تخشي من ذلك ضررا.
وأما تبسم المسلم أو سلامه على من يكره فليس من النفاق بل هو من مكارم الأخلاق، ولكن أن تراجعي في بيان ذلك الفتوى رقم: 26817.
والله أعلم.