الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذه الآية نزلت في زجر المشركين عن الطواف بالبيت الحرام عراة، كذا قال ابن كثير وعزاه لكثير من السلف، وذكر أيضاً أنها يؤخذ منها الحض على التجمل عند الذهاب للصلاة في المسجد، وقال الشوكاني في فتح القدير: هذا خطاب لجميع بني آدم وإن كان وارداً على سبب خاص فالاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، والزينة ما يتزين به الناس من الملبوس، أمروا بالتزين عند الحضور إلى المساجد للصلاة والطواف وقد استدل بالآية على وجوب ستر العورة في الصلاة. انتهى.
وبناء عليه فالخطاب موجه لبني آدم عموماً فلا يقبل من أحد مهما كان دينه أن يدخل المسجد عارياً بل يجب على المسلمين منعه من ذلك، ومن المعلوم أن كفار العرب الذين نزلت الآية بسببهم، كانوا يأتون المسجد الحرام حجاجاً ومعتمرين، وكان بعضهم يطوف بالبيت عارياً فمنعهم النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك، فأرسل أبا بكر ليحج بالناس عام تسع، وأمر أبو بكر أبا هريرة وجماعة من الصحابة أن يؤذنوا في الناس يوم النحر: لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان.
والله أعلم.