الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يثبتك على طريق الحق ويعينك على القيام بالواجب... وننصحك بالمحافظة على عبادتك وأداء فرائضك وما استطعت من النوافل وأعمال الخير فذلك رأس مالك ورصيدك لما بعد هذه الحياة وزادك في طريق الدعوة والعون لك على صبر وتحمل ما تلاقيه من إعراض الأهل ومشاكل الحياة، كما ننصحك بعدم اليأس من اهتداء أهلك وعدم قبولهم لنصحك.
وأكثر من الدعاء لهم في صلاتك وخارجها فلعل الله تعالى يهديهم ويصلح حالهم على يديك، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم. فإذا أديت واجبك والنصح لأهلك بالحكمة والموعظة الحسنة وبالترغيب فيما عند الله تعالى من الثواب للمطيع وبالترهيب فيما أعد للعصاة من العذاب فقد أديت الذي عليك وأنت من المأجورين عند الله تعالى إن شاء الله، ولا يضرك بعد ذلك انحراف الأهل وعدم قبولهم الحق، فقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {القصص:56}، فالهداية بيد الله تعالى، وعلينا النصح والإرشاد والدعوة بالحكمة، ولتحذر من الغلظة والفظاظة... فما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه.. وللمزيد من والتفصيل نرجو أن تطلع على الفتوى رقم: 77733، والفتوى رقم: 11705، والفتوى رقم: 28313.
والله أعلم.