الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعـد:
فإن أهم ما ينبغي أن يكون محل اهتمام هذا الرجل أن يجتهد في تحصيل كل ما من شأنه أن يصون زوجته عن أسباب الفتنة، فيعلمها أمور دينها، ويلزمها الستر والحجاب، وعدم الخلوة بالرجال الأجانب، ولا سيما الأقارب منهم، فقد يؤمن جانبهم، ويأتي الشر من قبلهم بسبب التساهل في أمر دخولهم إلى البيوت.
روى البخاري ومسلم عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله؛ أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت.
والمراد بالحمو هنا: أخو الزوج، أو قريبه غير آبائه وأبنائه.
قال النووي في شرحه على صحيح مسلم: المراد بالحمو هنا أقارب الزوج غير آبائه وأبنائه، فأما الآباء والأبناء؛ فمحارم لزوجته، تجوز لهم الخلوة بها، ولا يوصفون بالموت، وإنما المراد الأخ، وابن الأخ، والعم وابنه، ونحوهم ممن ليس بمحرم، وعادة الناس المساهلة فيه، ويخلو بامرأة أخيه، فهذا هو الموت، وهو أولى بالمنع من الأجنبي لما ذكرناه، فهذا الذي ذكرته هو صواب معنى الحديث. وأما ما ذكره المازري وحكاه أن المراد بالحمو أبو الزوج، وقال إذا نهى عن أبى الزوج -وهو محرم- فكيف بالغريب، فهذا كلام فاسد مردود، ولا يجوز حمل الحديث عليه. انتهـى.
وما دامت هذه المرأة قد ندمت على ما فعلت، فينبغي لزوجها أن يجتهد في نسيان ما حدث منها، وأن يستأنف حياته معها من جديد، مع أخذ الحيطة والحذر أن تتكرر أسباب ما حصل.
وأما كون حالته النفسية صعبة؛ فهذا أمر طبيعي في مثل هذه الظروف، لكن لا ينبغي أن يستسلم لذلك؛ فقد يكون توارد تلك الخواطر على قلبه، واسترساله معها؛ ذريعة للشيطان لينكد عليه عيشه، ويفسد ما بينه وبين زوجته.
وأما الزواج من امرأة ثانية؛ فهو أمر مباح له، إن كان قادرًا على العدل.
وبالنسبة لأخيه: فالأولى عدم مصارحته بالأمر، إذ لا مصلحة ترجى من ذلك، بل الغالب أن يترتب على الحديث معه في هذا الموضوع من المفاسد ما لا يحصى، لكن يجتهد في القيام على الزوجة بأمر الله، فلا يدعها تظهر أمام هذا الأخ، فضلا عن أن تختلي به.
والله أعلم.