الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الواجب على أهل المرأة أن يعلموها حسن التبعل لزوجها، وأن يرشدوها إلى طاعته والإحسان إلى أبويه، لأن ذلك هو الذي يرضى الله تعالى، وهو الذي يورث حسن المعاشرة وتمام المودة بين الزوجين، ويرشدوها أيضاً إلى أن تتحمل بعض الظروف القاسية التي تمر بغالب الناس إلى أن يفتح الله فرجاً، فإن مع العسر يسراً.
ولا يجوز لهم أن يحرضوا ابنتهم على النشوز على طاعة زوجها، وافتعال المشكلات، فإن ذلك يوقع أولاً في معصية الله تعالى، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ليس منا من خبب امرأة على زوجها أو عبداً على سيده.
ويوقع ثانياً في خراب حياة ابنتهم الزوجية، وفساد حالها، فعليهم أن يتقوا الله تعالى وينصحوهما بما فيه صلاحها، ونتوجه بالنصح إلى الزوجة فنقول: إن كان زوجك عاجزاً عن فتح بيت آخر وتحمل أعبائه فلا تكلفيه ما لا يطيق، فاصبري عليه وكوني عوناً له على تجاوز هذه المرحلة العسرة، نعم من حق الزوجة على زوجها أن يوفر لها المسكن المستقل، كما سبق توضيح ذلك في الفتوى رقم: 80603. ولكن إن تنازلت عن هذا الحق مؤقتاً فهو الأفضل.
وعموماً فلا تتعجل أخي الكريم بالطلاق أبداً، بل اجتهد في إصلاح الحال، واستشر أبويك الكريمين ومن تراه من أهل الرأي ممن له اطلاع على حالك، وفقك الله لكل خير، ونوصيك بأبويك فلا تتنازل عن برهما والإحسان إليهما وطاعتهما في المعروف تحت أي ظرف من الظروف.
والله أعلم.