الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ما تشعرين به من تقصير تجاه والديك رحمهما الله هو شعور أهل البر من الناس بآبائهم، فإن البار يظل يشعر بأنه مقصر في حق والديه مهما فعل لهما، ولا شك أن التقصير حاصل من كل أحد تجاه والديه، فمهما فعل الابن لوالديه يظل مقصرا في حقهما، لعظم هذا الحق، وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يجزي ولد والداً إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه.
لكن ليس معنى حصول التقصير حصول الإثم، فقد يكون الابن معذورا شرعا في بعض التقصير كمثل حالتك، فإنك كنت معذورة شرعا في بعدك عن والديك، وسفرك مع زوجك، ولو كان فيه تقصير في حق الوالدين، لأن حق الزوج مقدم، ثم إنه كان برضاهما، فلا يكون عليك في ذلك إثم.
ونبشرك أن الإسلام قد أبقى باب بر الوالدين مفتوحا حتى بعد موتهما، ليتدارك المقصر ويتزود المتزود وذلك بالدعاء والاستغفار لهما والصدقة عنهما، وإكرام صديقهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وانظري الفتوى رقم: 10602.
والله أعلم .