الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأما رسائلك السابقة فلعلها لم تصلنا لأنه ليس من عادتنا إهمال رسائل مراسلينا، وفيما يخص رسالتك هذه فإننا نهنئك أولاً بما ذكرته من توبتك والقيام بجميع واجباتك كمسلمة، ومحاولتك إصلاح جميع أسرتك، كما نهنئك بنجاحك في إقناع زوجك بترك شرب الخمر، وبكونه أصبح يصلي منذ أشهر.
وأما رفضه لقراءة القرآن ومشاهدة الدروس الدينية والصلاة في المسجد في جميع الأوقات... وامتناعه من تطبيق كامل لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.. واعتياده الذهاب إلى القهوة لملاقاة أصدقائه ولعب الورق، وقوله إنه لا يريد أن يتعمق في الدين... وما ذكرته عنه من الكذب، وشعورك بأنه إنما يقوم بالصلاة إرضاء لك لا ليرضي الخالق سبحانه، بدليل أنه حين يغضب عليك يصبح لا يصلي... نقول: إنه ليس من شك في أن هذه أخطاء كبيرة جداً، ولكنا نطمع أن يهتدي زوجك، لأن ما ذكرته عنه يفيد أنه كان في مستوى من الفسق بعيد جداً، وليس من السهل أن ينسجم في لحظة واحدة ويطبق جميع التعاليم الدينية.
فننصحك -إذاً- بمواصلة دعوته وتوجيهه، وبالدعاء له بالهداية، واغتنمي أوقات صحوه وتوجهه إليك، وتجنبي الإلحاح عليه أوقات غضبه وصدوده عنك، واعلمي أنك إن وفقك الله لجره إلى الاستقامة، فإن لك في ذلك خيراً كثيراً، فقد جاء في الحديث الشريف: فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم. متفق عليه، فلا تنسي أن الهدف كبير والطريق طويل، ونسأل الله أن يعينك ويكلل سعيك بالنجاح.
والله أعلم.