الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يثبتك على دينك والتزامك، وأن يصلح لك زوجك، وأن يجزيك خيراً على ما تقومين به من نصح لزوجك وإرشاد له، ولا يجوز للمسلم بحال من الأحوال أن يتخلف عن صلاة الجمعة إلا إذا كان معذوراً بعذر مما سبق ذكره في الفتوى رقم: 32811، والفتوى رقم 58014.
ولا ندري والله كيف يكون الحياء مانعاً من أداء ما فرض الله، فإن الحياء الشرعي هو الذي يمنع الإنسان عن التقصير في حق الله وحق عباده، وأي عيب في أن يصلي الإنسان على الكرسي وهو مريض عاجز، فينبغي أن تحذري زوجك من التفريط في الجمعة، فإن الله تعالى يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا البَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ {الجمعة:9} ، ويقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين، رواه مسلم.
واعلمي أختنا الكريمة أن محاولة ظهور زوجك بأنه من المحافظين على الصلاة دليل على وجود الخير فيه، فاجتهدي في نصحه وتذكيره بالكلمة الطيبة اللينة.
وأما قولك: (وأنا لا أريد أن أفضحه، بل أريد له الهداية، ولكن لا أملك الشجاعة لأصارحه في الموضوع، لأنه سينكر بالتأكيد)، فإن كنت تقصدين فضيحته بأن تنشري بين الناس أنه لا يصلي بانتظام فهذا لا يجوز لك، وليس في هذا أي مصلحة شرعية، بل الواجب نصحه وتذكيره كما سبق.
وأكثري من الدعاء لزوجك وأولادك بالخير والهداية والصلاح، واعلمي أن الله لن يخيبك ولن يضيع مسعاك، ولا شك أن الحياة كلها ابتلاء، فعليك بالصبر والتحمل.
والله أعلم.