الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنهنئك على توبتك، ونسأل الله أن يثبتك ويشرح صدرك، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
واعلمي أنه يجب عليك أن تردي هذا المال إلى أصحاب هذه الشركة بقدر حصصهم فيها متى ما تمكنت من ذلك، ولو كان ذلك بطريقة غير مباشرة كإرسالها لهم باسم مجهول ونحو ذلك، وإذا كنت لا تعرفين حصصهم فيمكنك توكيل من يسألهم عبر الهاتف عن ذلك، وإذا تعذر الوصول إلى بعضهم ويئست من العثور عليه فتصدقي بحقه في هذا المبلغ عنه، فإن عثرت عليه بعد ذلك فخيريه بين إمضاء الصدقة ويكون الأجر له، وبين استرجاع ماله ويكون الأجر لك.
ولا مانع من تقسيط هذا المبلغ ما دمت لا تقدرين على رده كله مرة واحدة، وإذا كنت لا تستطعين الجمع بين سداده وسداد ما عليك من قرض حان موعد سداده، فينظر فإن أمكنك تأجيل سداد القرض دون أن يلحقك ضرر معتبر شرعاً، فيجب المبادرة بسداد هذا المبلغ على قدر استطاعتك، أما إذا لم يمكنك تأجيل سداد القرض، فتكفيك التوبة إلى الله والمبادرة بسداد هذا المبلغ بعد انتهاء سداد القرض، والأصل في ذلك كله عموم قوله تعالى: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا {النساء:58}، وقوله: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ {التغابن:16}، وقوله صلى الله عليه وسلم: على اليد ما أخذت حتى تؤديه. رواه الترمذي وغيره، وراجعي في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 26125، 65002، 3051، 21098، 15219.
والله أعلم.