الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب عليك أخي الكريم أن تحرص على غض البصر وتجنب ما يثير الفتنة، لأن الله تعالى يقول: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النور:30}، ولكن لو حصل ذلك فجأة أو ضرورة فهو معفو عنه لعدم القصد، ولعسر التحرز، وفي صحيح مسلم عن جرير رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة؟ فأمرني أن أصرف بصري. وإنما الإثم على من تعمد النظر إلى المحرم أولا، أو استدام النظر إليه. ففي سنن الترمذي عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي لا تتبع النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة. معنى الحديث: لا تتبع النظرة الأولى نظرة أخرى لأن النظرة الثانية عن قصد واختيار، فهي لذلك محرمة.
وأما ما ينزل عند رؤية تلك المناظر فإما أن يكون منياً، وإما أن يكون مذياً ولا تصح الصلاة إلا بعد الطهارة منهما سواء حصل مس للذكر أم لا فالعبرة بالخارج وليس بمس الذكر، وتختلف طهارة كل واحد عن الآخر، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 22308 فراجعها.
والله أعلم.