الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولاً أن ننبهك إلى أن الحب بين الرجال والنساء خارج إطار الزوجية أمر خطير، ولا يرضى به الشرع، لعظم فتنة الرجال والنساء كل منهما بالآخر، فقد جاء في الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. وروى مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
فمن الخطأ -إذاً- أن تحبي ذلك الرجل الذي وصفته بأنه زميل متدين، وأن يحبك هو ويزورك في العمل لما علم بطلاقك، فتوبي إلى الله من ذلك، وليتب هو منه، واقطعا كل صلة، طالما أن الزواج بينكما غير ممكن لما ذكرته من الأسباب، ولقد كان من الصواب أن لا يكون موضوع الجنسية حاجزاً دون زواجك منه، وأن لا تزوجي من ذلك الذي وصفته بعدم خشية الله والحب الشديد للمال.
وفيما يتعلق بموضوع سؤالك.. فإن الحضانة قد جعلها الله للأم ما لم تتزوج، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: أنت أحق به ما لم تنكحي. رواه أبو داود. وإذا تزوجت انتقلت إلى أمها ثم جدتها... ولك أن تراجعي في ذلك الفتوى رقم: 79548.
والحكمة في نقل الحضانة عن الأم إذا تزوجت واضحة، لأنها ستكون مشغولة بحقوق الزوج الجديد، وقد يضيع الطفل في ذلك، وإذا انتقلت الحضانة عن الأم فإنها تنتقل إلى من بعدها، وراجعي في بيان ذلك الفتوى رقم: 95133، ثم إنه إذا كان على ما ذكرته من أنه لا يتقي الله ولا يخشاه، فليس له حق في الحضانة، وكنا قد بينا من قبل الشروط التي تُستحق بها الحضانة، ومنها: عدم الفسق. ولك أن تراجعي فيها الفتوى رقم: 26107.
والله أعلم.