الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس من شك في أن ما قلت إنك صرت عليه من ترك الصلاة والابتعاد عن قراءة القرآن وعن ذكر الله... يعتبر بحق توغلا خطيراً في الانحراف والابتعاد عن الدين، وخصوصاً إذا كنت من قبل مصلياً ومصدقاً وقواماً لليل وذكاراً الله ليل نهار.. إن هذا التغير في السيرة والانتكاس عن الاستقامة يغلب أن يكون سببه مصاحبة رفقاء السوء، فلرفقاء السوء آثار كبيرة على شخصيات رفقائهم، ولك أن تراجع في هذا وفي الخطوات المعينة على تجنب رفقاء السوء الفتوى رقم: 9163.
ثم اعلم أنك قد بلغت سن التكليف، وأن الله تعالى قد كلف الحفظة بكتابة كل ما يصدر منك، قال الله تعالى: وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ* كِرَامًا كَاتِبِينَ* يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ {الانفطار:10-11-12}، ثم اعلم أنك إذا تبت إلى الله وعدت إلى استقامتك، فإن الله تعالى قد يجعل لك خاتمة حسنة، يبدل سيئاتك حسنات، قال الله تعالى في شأن التائبين بعد الإسراف في الذنوب: إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا {الفرقان:70}.
وفي حديث سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة. متفق عليه. ومنها حديث ابن مسعود في الصحيحين: فإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار.
وندعوك أخيراً إلى مراجعة هذه الفتوى المتعلقة بترك الصلاة، ورقمها: 6061، ونسأل الله أن يهدينا وإياك ويأخذ بنواصينا جميعاً إلى اتباع شرعه وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.