الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الدعاء بعد التشهد الأخير مستحب عموما، ويسن الدعاء الأول المذكور في السؤال خصوصا،أما إذا سلم الإمام والمأموم لم يأت بالدعاء أو سلم أثناء دعاء المأموم فإن من الفقهاء من يرى أنه لا بأس باشتغال المأموم بالدعاء بعد سلام الإمام.
قال الشيخ زكريا الأنصاري في الغرر البهية ممزوجا بمتن البهجة الوردية في الفقه الشافعي، وَجَازَ لِلْمَأْمُومِ أَنْ يَشْتَغِلَا إذَا سَلَّمَ الْإِمَامُ بِالدُّعَاءِ وَنَحْوِهِ بِقَدْرِ مَا شَاءَ مِنْ ذَلِكَ وَإِنْ أَطَالَ فِيهِ. انتهى
ويرى المالكية كراهة اشتغال المأموم بالدعاء بعد سلام الإمام وعدوا هذه الحالة من الحالات التي يكره فيها الدعاء في الصلاة قال خليل في مختصره في الفقه المالكي مشبها على الكراهة: كَدُعَاءٍ قَبْلَ قِرَاءَةٍ وَبَعْدَ فَاتِحَةٍ وَأَثْنَاءَهَا وَأَثْنَاءَ سُورَةٍ وَرُكُوعٍ وَقَبْلَ تَشَهُّدٍ وَبَعْدَ سَلَامِ إمَامٍ وَتَشَهُّدٍ أَوَّلٍ. انتهى.
وإذا تبين أن في المسألة خلافا بين الفقهاء فإنه لا حرج على المأموم أن يدعو بعد سلام الإمام، ولو سلم بعد إمامه مباشرة وترك الدعاء تغليبا لمتابعة الإمام كان ذلك أولى.
والله أعلم.