الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كانت هذه المرأة محافظة على صلاتها قائمة بالواجبات الشرعية، منتهية عن المحرمات والكبائر، فلا مانع من الزواج بها، والكذب وإن كان خُلُقاً ذميماً ومحرماً شرعاً إلا أنه لا يستدعي أن تترك الزواج بسبب وجوده في من تريدها، ويمكنك نصحها وتذكيرها بالله تعالى، وبخطورة الكذب دنيا وآخرة، فإن الله تعالى يقول: فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الكَاذِبِينَ {آل عمران:61}، وفي موطأ الإمام مالك أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أيكون المؤمن جبانا؟ فقال: "نعم". فقيل له أ يكون المؤمن بخيلا؟ فقال: "نعم". فقيل له: أيكون المؤمن كذابا؟ فقال:" لا".
وفي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا.
وأما إذا كانت هذه المرأة مقصرة في الواجبات، تاركة للفرائض فلا ينبغي أن تتعلق بها، والنساء غيرها كثير. وننصح بمطالعة الفتوى رقم: 5474.
وننبه إلى أن الخطوبة يجوز فسخها لسبب ولغير سبب، إلا أنه لا ينبغي لمن خطب أن يفسخ إلا إذا وجد مبررا وجيها.
والله أعلم.