الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فظاهر الحديثين يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم بزواج الصحابيين جابر وعبد الرحمن رضي الله عنهما، ولا شك أن ذلك يعني أنه صلى الله عليه وسلم لم توجه له دعوة بحضور أي من الوليمتين، ولكن جميع هذا لا يدل على أن السلف لا يعطون أهمية كبرى للدعوة للزواج، بل على العكس من ذلك فإن الشرع قد حث على وليمة النكاح وأوجب حضور من دعي إليها، ففي الصحيحين عن عبد الرحمن بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: أولم ولو بشاة.
وفي وجوب حضور الوليمة، روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا دعي أحدكم فليجب فإن كان صائماً فليصل وإن كان مفطراً فليطعم.
وقال في المغني: مسألة قال: (وعلى من دعي أن يجيب) قال ابن عبد البر لا خلاف في وجوب الإجابة إلى الوليمة لمن دعي إليها، إذا لم يكن فيها لهو، وبه يقول مالك والشافعي والعنبري وأبو حنيفة وأصحابه.. ومن أصحاب الشافعي من قال: هي من فروض الكفايات...
فقد علمت من هذا أهمية وليمة النكاح في الإسلام، ولكن ينبغي أن تعلم أن مهمة النبي صلى الله عليه وسلم هي الدعوة إلى هذا الدين وإلى الرسالة التي جاء بها من عند الله، وأما أمور الدنيا فإنها أحقر عنده من أن تغضبه، أو أن ينزعج منها، وهذا ينبغي أن لا يخفى على أحد.
والله أعلم.